أخبار النقلالخدمات اللوجستيةالشحنالمقالاتالنقل البحريالنقل البريالنقل الجوي

د. المغربي: مستقبل منظومة النقل واعد وأرض خصبة للابتكار وريادة الأعمال

مستقبل النقل واعد ونسعى للابتكار

المقاولون شوهوا “لوحات المشاة”

اقترحت “الوادي” على الجاسر بلندن

“فورميلا” أفضل دعاية للمملكة ومحفز لجذب السياحة

مبادرتا سعوديتان ستعجل النقل صديقا للبيئة

“التقنية” مهمة للنقل ونحتاج إلى واحات

وزارة النقل مطالبة بتغيير صورة جديدة

حوار : تركي أبو عيشة

 

أكد الدكتور طلال بن احمد المغربي المهتم في شأن تسويق المدن والدول والمدن الذكية ورئيس مجلس إدارة جمعية التسويق الرياضي السعودية والعضو التنفيذي لمجلس الاعمال السعودي البريطاني على أن منظومة النقل في المملكة العربية السعودية تعتبر أرض خصبة للاستثمار مشيراً الى ان حاجة المجال إلى الابتكار والتطوير المستمر من خلال إنشاء اودية تقنية وابتكارية مختصة في منظومة النقل والخدمات اللوجتسية على غرار السيلكون فالي.


وشدد المغربي ان استضافة جدة لـ “فورميلا ون” يعد أكبر وأفضل دعاية للسعودية، وانه اكبر عامل للجذب للاستثمارات والسياحة ويعزز الصورةالذهنية للمملكة مما يساهد في زيادة الصادرات للمنتجات والخدمات السعودية.
كما نوه على دور منظومة النقل في تعزيز استراتيجية الأمن الغذائي، وطرق ايجاد حلول لوسائل تنقل صديقة للبيئة.
– تشهد المملكة حراكاً كبيراً في شتى المجالات ومن إحدى هذه المجالات النقل والخدمات اللوجستية ؟ رأيك عن مستقبل النقل لدينا؟
المملكة تعتبر من أكبر الدول التي تملك شبكة نقل نظراً لاتساعها الجغرافي واهميتها الاقتصادية والدينية، والنقل يعتبر شريان الحياة وعنصر اساسي لنجاح كل الاقتصادات الاخرى، ولايمكن للدول ان تتطور وتجذب الاستثمارات والسياح مالم يكن لديها استقرار سياسي وأمن مستقر وسهولة النقل منها واليها وبين مدنها، وتعزير الدخل القومي يعتمد عن أهم محاوره على النقل والخدمات اللوجستية، ورؤية ٢٠٣٠ تهدف للتحول من الاعتماد على النفط إلى بدائل اخرى من خلال جذب الاستثمارات والسياحة من خلال زيادة اعداد قاصدي الحج والعمرة والسياحة بأنواعها مثل السياحة الترفيهية والتعليمية والرياضية وكلها تعتمد بشكل مباشر على النقل بمختلف مجالاته الجويه والبحرية والبرية، وهناك نقطة مهمة تخص دور النقل في الأمن الغذائي في النقل والتوزيع والخزن ، وأتذكر انه في عام ٢٠١٣ أقيمت في المملكة المتحدة جلسة نقاش الطاولة المستديرة بمركز صناعة القرار Chatham House وكانت سفارة خادم الحرمين الشريفين في المملكة المتحدة وشركة أرامكو ممثل للمملكة وقد كنت احد المدعويين ضمن الحضور وكانت من اهم توصياتها زيادة وجود موانئ في مواني السعودية وتطوير ميناء جدة الاسلامي الذي كان حينها ضعيفا بالتصنيف من ناحية الخدمات اللوجستية، لكن شهدنا تطور ملحوظ في السنوات الماضية بجانب إنشاء ميناء الملك عبدالله برابغ، لذلك أرى مستقبل النقل لدينا مهم جداً وواعد ومازالت الفرص ضخمة للتطوير والابتكار للوصول إلى أفضل النتائج.
– هل مايقدم حالياً يوازي حجم التسارع الكبير في التطوير التي تعيشه المملكة بفضل رؤية ٢٠٣٠ ؟
نشهد تطورا متسارعا خلال الخمس سنوات الماضية بمجال النقل منذ انطلاقة رؤية ٢٠٣٠ والتحول إلى المدن الذكية ، ولكن نحتاج لتسريع عجلة التطوير وادخال ابتكارات وابحاث جديدة لتعزيز المحتوى المحلي تقنيا وبحثيا مما يساعد على الاكتفاء والتطوير بداخل المملكة من ناحية التقنيات من خلال التطور والاستمرارية ، وتعزيز ربط رؤية النقل بتنمية واستدامة الاقتصاد المناطقي، ومازالت الفرص كبيرة في زيادة الكفاءة والجودة والأمن والسلامة   وتعزيز الكفاءة التشغيلية والماليةوكلها تعتمد على ابتكار حلول جديدة.

– ماهي أبرز الفرص الاستثمارية في مجال النقل والخدمات اللوجستية؟
الفرص جداً كبيرة وخصبة خاصة مع توجيه سمو ولي العهد بإنشاء شركة طيران جديدة في العاصمة الرياض بالاضافة الى زيادة بناء شبكات القطار لربط مدن المملكة والمترو داخل المدن ومشاريع الطرق البريه ، والنقل يعتمد على ٣ أمور أساسية وهي الأمن والسلامة وكفاءة جودة تشغيلية والكفاءة المالية، وكلها فرص استثمارية وذلك باستخدام جميع العلوم والتقنيات، والخدمات اللوجستية من خلال حلول فينتك Fintech والأمور المالية بجانب علم البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، ورغم أن النقل شريان حياة الا أن منظومة النقل متهمه بالتأثير على البيئة من خلال زيادة الابتعاثات الغازية ، لذلك أطلقت المملكة مبادرتين استراتيجية تخفيض الانبعاثات الغازية والسعودية الخضراء، وخلق منظومة مواصلات ذكية صديقة للبيئة، ومازال الإنفاق العالمي على الابحاث والتجوير R&D على منظومة النقل يعتبر قليل، واتمنى إقامة مؤتمرات خاصة بالمملكة تجمع أفضل الممارسات والمؤتمرات العلمية لتطوير مجال الهندسة والمركبات وتصاميم السيارات وكذلك إنشاء الطرق وتخطيط المدن الذكية لما يخدم منظومة النقل بشكل دوري وسنوي.

– التحديات والصعوبات التي يعاني منها مجال النقل ؟ وسبل تجاوزها؟
أي مجال في العالم يكون به تحديات وصعوبات ومنها النقل بمختلف مجالاته لاسيما واننا بالمملكة لدينا شبكة ضخمة ونحتاج إلى تغذيتها بشكل أوسع، كالاختناق المروري بين المدن والازدحام الكبير والانبعاثات الكربونية، فمثلا مدينة كباريس يكافؤون من يجد بدائل ووسائل نقل صديقة للبيئة، حيث تعتبر باريس بجانب لندن ونيويورك من أكثر دول العالم تلوثاً لكن يجب ان تكون البنى التحتية مساعدة على استخدام الوسائل البديلة، ويعتبر الأمن والسلامة من احد اهم ركائز منظومة النقل خاصة مع فتح السياحة الدولية الا اننا نشهد ضعف الوعي في وسائل السلامه مثل خطوط المشاة حيث يتم وضعها من قبل المقاولين بطريقة عشوائية، وتكون خطوط المشاة موجودة في طرق سريعة غير صالحة للمشاة وعبور او قطع الطريق، وفي الدول العالمية خط المشاة محترم ومكتسب للشخص بحيث يضمن قطع الطريق بطريقة أمنه، وهذا جزء بسيط من التحديات ونحتاج تعاون بين الجهات المختلفة مع وزارة النقل لزيادة الوعي وايجاد حلول من خلال الابتكار، وانا أطلقت بحسابي بتويتر مبادرة فكرة اطلاق وادي تقني خاص بمنظومة النقل والخدمات اللوجستية على غرار وادي مكة وطيبة والرياض والظهران وجدة التي تتعاون مع الجامعات ورواد الاعمال والمبتكرين لعمل الأبحاث والابتكارات وتحويلها لمشاريع قابلة للتطبيق والنمو، وسبق طرحت الفكرة على معالي وزير النقل صالح الجاسر في لندن خلال لقاء معه في الغرفة التجارية العربية البريطانية وأكررها من خلال منبركم ان يكون لمنظومة النقل وادي تقني لمساعدة الباحثين والمبتكرين حول العالم لتطوير النقل وان تساهم المملكة بدور محوري وريادي في المنطقة والعالم بوضع حلول لتحديات الدول، واستذكر مقولة للامير محمد بن سلمان اننا لا نهتم بوجودة حياتنا فحسب وإنماء بجودة حياة الدول المحيطة بنا.
– بما انك كنت نائب الرئيس التنفيذي في شركة وادي مكة للتقنية والاستثمار وريادة الاعمال ، كيف تقيم دخول التقنية بمجال النقل ؟
جدا مهم ويساعد على ايجاد الحلول بطريقة مبتكرة فوادي مكة كان حاضن للابتكار من داخل المملكة والدول الاخرى طالما يقدم حلول ابتكارية تحقق مرتكزات رؤية السعودية وتحقق اهداف المنطقة وتساعد في ابتكار حلول وتقنيات وابتكارات في الحج والعمرة. ازمة كورونا علمت الدول ونماذج الاعمال على تقبل التقنيات بشكل سريع مما ساهم بتغيير الأنظمة والاجراءات لتتواكب معها، وخلال ازمة كورونا شهدنا اعتماد اكبر على تطبيقات  التوصيل ، فمنظومة النقل ضخمة وتتلاقى مع كل اقتصادات اخرى مثل اقتصاد الحج والعمرة يلعب النقل دور محوري، فجميع الوزارات والهيئات أصبحت متداخله مع بعضها البعض مثل هيئة الترفيه مرتبطة بالثقافة والفن والرياضة والسياحة، وأخيرا شركات التقنية فاتحة ذراعيها لما يساعد تحقيق مستهدفات رؤية ٢٠٣٠.
– هل وصلت المملكة اليوم بمستوى جيد في تقنية المعلومات بما يخدم النقل ؟ أما اننا بحاجة لمزيد من العمل ؟
علم البيانات وتقنية المعلومات جزء مهم من النقل والخدمات اللوجستية، فنحن وصلنا لنقطة متطورة لكن نحتاج إلى عمل اكبر، خاصة ان مستوى الإنفاق العالمي في R&D ليس كافيا ونحتاج ابحاث وابتكارات اكبر للنقل والخدمات اللوجستية لانه المحرك المهم للاقتصاد.

– سبق وان كنت مشرفا عاما للملتقى السعودي للشركات الناشئة ؟ فرص هذه الشركات في مجال الاستثمار بالنقل ؟
خلال اشرافي على الملتقى السعودي للشركات الناشئة في جدة في عامين ٢٠١٧ و٢٠١٨ كنت مسؤولا عن المتلقيين بشكل كامل في المحاور واختيار الضيوف، وكنا ننظر للتطورات والتنبوءات المستقبلية في اعظاد محاور الجلسات الحوارية وورش العمل واختيار المتحدثين، كما إبان عملنا مع وادي مكة كانت تأتينا عديد من الطلبات مع شركات عربية ودولية وإسلامية لتقديم اقتراحات وابتكارات تقنية في مجال النقل حيث ان الافكار ليس حكرا على السعوديين وإنما المجال مفتوح للجميع، وذلك نظرا لاهمية النقل، وأتذكر جائني اتصال من احد وكلاء وزير النقل وخلال الحوار سأل عن نظرة الناس لوزارة النقل، فذكرت له ان الوزارة بحاجة لعرض مخرجاتها وعقد مؤتمرات علمية لتوضيح دور الوزارة بشكل اكبر وأنها ليست الفكرة النبطية لدى الناس انها فقط لإنشاء الطرق وإنما هي شريان حياة لابد من خلق بيئة جديدة لاسيما وان رواد الاعمال يبحثون على متغير جديد

– عاشت المملكة فعاليات رياضية كبيرة وعالمية ،ومن اميزها بطولة الفورميلا ؟ اعطنا مدى فوائدها وتأثيرها على مكانة المملكة رياضيا واقتصاديا وسياحيا؟
فوائد كبيرة ولا تحصى والرياضية تعتبر متداخله مع جميع الاقتصاديات، والفورميلا ون من اهم الرياضات والأغلى بالعالم، وهو من أهم المحفزات لجذب السياحة وجذب المستثمرين وخلق الوظائف في التمكين والتدريب والتطوع، كما تساعد على الأبحاث العملية مثل ماقامت به جامعة الملك عبدالله في التعاون مع احد الشركات المشاركة في سباق الفورميلا عمل الابحاث وتطوير تصميم هيكل السيارة لتزيد سرعتها في المنعطفات بأجزاء من الثانية وهذا يفتح للعديد من الأبحاث العلمية بكل المجالات التي تخدمة الفورميلا.

– بحكم خلفيتك بتسويق المدن؟ استضافة جدة لحدث الفورميلا ٤ سنوات قادمة بماذا سيعود عليها؟
اكيد سيعود على جدة بالنفع الكبير في جميع المجالات ترويجية للتعريف عن المدينة وتاريخها، وكذلك ماليا فمثلا معدل صرف الفرد في اليوم خلال حدث الفورميلا من ١٠٠ إلى ١٢٠ دولار ، وهناك ايضا جانب مهم في جذب السياحة والاستثمارات، وارتباط اسم جدة عالميا باسم الفورميلا قيمة مهمة لجدة.
– هناك من يقول ان نوعية هذه من البطولات مجرد دعاية وتحسين صورة ؟ بماذا ترد عليهم؟
استضافة مثل هذه البطولات فهي أفضل دعاية، لان تنظيمها واستضافتها معقدة وتبدأ بتاريخ معين وبوقت محدد وبالثانية، كما تكون عامل مساعد في تحسين البنى التحتية، مثل المارينا ونادي اليخوت بجدة كانت موجودة من ضمن تطوير الواجهة البحرية لكنها نُفذت مع استضافة الفورميلا، وترفع ايضا مستوى تجهيز الفنادق، وتجذب السائحون للتعرف عن ثقافتنا، بالاضافة إلى نقل وتوطين المعرفة، وخلال عودتي الاسبوع الماضي من لندن وفي نفس الطائرة ٨٥ بريطاني بين مختص ومتطوع قادم من اجل “الفورميلا ون” فهذه خبرات وتجارب قادمة، وتخيل مليار مشاهد حول العالم و٢٠٠ الف مشجع يحضر لمشاهدة السباق غالبا يكون 45-50% منهم قادم من خارج المملكة، والسياحة رياضية و قوة ناعمة كبيرة وتخلق فرص اكبر وتساهم بنقلات نوعية في جميع المجالات.

– انت رئيس مجلس إدارة جمعية التسويق الرياضي السعودية ؟ حدثنا عن دوركم بهذه الجمعية وماذا قدمتم؟
كنت أنا الأوائل الذين طالبوا بجمعية تسويق وهذا في ٢٠٠٢ و٢٠٠٣ عندما أتيت من الولايات المتحدة بعد فراغي من رسالة الماجستير من كلية إدارة الاعمال، وكان وقتها جامعة الملك فيصل للبترول والمعادن قدمت طلب إنشاء جمعية تسويق تحت مظلة التعليم العالي حينها، ولكن بعد ذهابي إلى لندن بدأ اهتمامي بالرياضة ومتابعة كل تفاصيل عنه، وعندما بدأت وزارة العمل والموارد البشرية في إصدار تصاريح الجمعيات الأهلية كنت من أوائل الذين طلبوا بإنشاء جمعية تسويق رياضي لذلك تعتبر جمعيتنا هي اوائل الجمعيات الرياضية ونحن تحت اشراف وزارة الرياضة، والان بدأت فكرتنا تنضج وتتبلور ووضعنا البنية التحتية للجمعية، وعقدنا شركات مع غرفة الرياض وينبع وغيرها من مذكرات التفاهم، وتم عقد الكثير من الندوات واستضافة شخصيات ومتحدثين ومدربين من حول العالم، ولكن عانينا مع الجائحة الذي اوقف العديد من المبادرات كمان اننا جمعية أهلية وغير ربحية وليس لدينا موارد مالية سوى دعم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحدود ٥٠ الف ريال، كما لدنيا مشكلة عدم تواجد كل الأعضاء بمدينة واحدة وهذا الامر يزيد اكثر عند صرف اي مبلغ نحتاج إلى ثلاث تواقيع نظرا لخضوع الجمعيات لنظام الحوكمة، لكن أؤكد ان الجمعيات الاهلية ومع تطور الانظمة ونضوج فكرة ودور الجمعيات الاهلية قادرة على تجاوز كل التحديات التي تواجهها.

 

– كلمة أخيرة ؟
أتمنى لكم الازدهار في صحيفتكم المختصة في منظمومة النقل خاصة وان النقل شريان حياة والمغذي للاقتصاديات المختلقة ، واتمنى التطوير المستمر بمنظومة النقل والخدمات اللوجستية والاستفادة من الابتكارات وان نرى اليوم التي تكون فيه المملكة واحة خاصة للابتكارات تكون جاذبة للعقول والمفكرين ورواد الاعمال ، لنكون مواكبين لاي تطور ومساهمين في مبادرات عالمية للمحافظة على البيئة والتهيئة للوصول لاعلى المعايير واستعداد للتحول لمفهوم المدن الذكية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى