معالم سياحية تجعل البوسنة موطن العجائب
يرتبط اسم البوسنة والهرسك في أغلب الأحيان بأبرز النزاعات في القرن العشرين، من الحرب العالمية الأولى إلى الحصار القاسي لساراييفو، غير أنها أيضاً موطن للعجائب الطبيعية والمياه الوفيرة وواحدة من آخر الغابات البدائية في أوروبا.
وفرة المياه
البوسنة بلد فقير. لكن بينما يواجه الكوكب تغيراً مناخياً ويُحرم فيه جزء كبير من سكان العالم من مياه الشفة، تستفيد البوسنة من ثروة كبيرة خصوصاً عبر أنهارها والمياه الجوفية. وفي 2018، قدّر البنك الدولي موارد المياه العذبة المتجدّدة في البلاد بـ10680 متر مكعب سنوياً للفرد، وهي واحدة من أكبر الاحتياطيات في أوروبا.
أمازون الصغيرة
تعد بيروشيكا التي تمتد على 1300 هكتار في شرق البلاد، واحدة من الغابات البدائية الأخيرة في القارة. ويتعذّر الوصول إليها جزئياً بسبب تضاريسها الوعرة، ولا يمكن زيارتها إلا مع حرّاس الغابات. وترغب البوسنة في إدراجها على لائحة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).
وتغطّي هذه الغابات ما بين 53% و63% من مساحة البلاد.
مخبأ تيتو
فن رئيس يوغوسلافيا الشيوعية جوزيف بروز تيتو ملجأه المضاد للأسلحة النووية في جبل الغابات الواقع في الجنوب قرب كونييتش. استغرق الأمر 26 عاماً (و4,5 مليارات دولار) لبناء هذا المخبأ على شكل حدوة حصان والقادر على استيعاب 350 شخصاً.
توفي تيتو في 1980 بعد عام على اكتمال بناء هذا الملجأ الذي تبلغ مساحته 6500 متر مربع والذي تحول إلى متحف للفن المعاصر. من بين جمهوريات يوغوسلافيا السابقة، لا يزال تيتو يتمتّع بشعبية في البوسنة.
ساراييفو الشهيدة
اندلعت الحرب العالمية الأولى في ساراييفو عندما اغتال القومي الصربي غافريلو برينسيب، الأرشيدوق فرانسوا-فرديناند.
كذلك، استضافت ساراييفو أولمبياد 1984 الذي وصفه ابن المدينة الرياضي توميسلاف لوباتيك بأنها “آخر مشروع عظيم ليوغوسلافيا المتآخية”.
ورغم أن سكان المدينة الصرب والكروات والبوسنيين وغيرهم، لطالما اعتبروا أن طابعها متعدّد الثقافات سيحميها، إلّا أنّها تحوّلت إلى رمز للحرب من عام 1992 إلى عام 1995.
خلال أربعة أعوام من الحصار الذي فرضه الصرب، قتل 11 ألف شخص من بينهم مئات الأطفال في المدينة. طار الحلم “المتعدد العرقيات”، وباتت سراييفو منذ ذلك الحين ذات غالبية بوسنية تبلغ 82% من السكان.
نقانق وروح دعابة
يرى العديد من اليوغوسلافيين السابقين أن البوسنيين لا يفعلون سوى رواية النكات وأكل ال”سيفابي” وهو نوع من نقانق اللحم المشهور في جميع أنحاء البلقان.
والبوسنيون معروفون بروح الدعابة التي تجسّدها شخصيّتا “سوليو ومويو”الهزليّتان، واللتان تعدّان سخيفتين لدرجة أنّ البوسنيين يتساءلون عمّا إذا كان الصرب أو الكروات هم من اخترعهما.
غير أن هاريس باسوفيتش، مؤلف مسرحية تعكس هاتين الشخصيتين، لا يوافقهم الرأي في ذلك. ويقول “موهبة البوسنيين في الضحك على أنفسهم قيمة جماعية عظيمة وأمل كبير بالنسبة للبوسنة”.