السفر و السياحة

سلطنة عُمان تتوج بجائزة أفضل وجهة سياحية لعشاق الطبيعة على مستوى العالم ومؤشرات السياحة تحقق معدلات نمو كبيرة

– قطاع السياحة يجذب استثمارات مهمة واستعداد لاستكمال المخططات السياحية الفترة المقبلة

– خطط التنويع الاقتصادي ضمن رؤية عُمان المستقبلية 2040 تعزز نمو القطاع السياحي

في توقيت يتزامن مع أجواء وملامح البهجة والفرحة التي تعيشها سلطنة عُمان خلال نوفمبر المجيد، حيث الاستعداد للعيد الوطني الـ 52 للنهضة والذي يدشن عاماً جديداً من البناء والتنمية والنهضة المتجددة بقياد السلطان هيثم بن طارق، تُوجت سلطنة عُمان بجائزة أفضل وجهة سياحية لعشاق الطبيعة على مستوى العالم، الأمر الذي يعزز من حضورها على قائمة الوجهات السياحية المفضلة للعام القادم 2023م، حيث استطاعت سلطنة عُمان حصد 9 جوائز كبرى من أصل 69 جائزة توزعت على 50 دولة من دول العالم

عُمان أفضل وجهة سياحية عالمية

تضمنت الجوائز العُمانية فوز مطار مسقط الدولي كأفضل مطار عالمي في تجربة العملاء، وتم تتويج مطار صلالة بجائزة أفضل مطار إقليمي في العالم، وتألق الطيران العُماني وحصد ثلاثة جوائز دفعة واحدة وهي أفضل خطوط طيران عالمية في درجة رجال الأعمال، وأفضل خطوط طيران عالمية في تجربة العملاء، وأفضل قاعة لكبار الشخصيات في المطارات

أما جائزة أفضل فندق في فئة القصور فقد كانت من نصيب فندق قصر البستان ريتز كارلتون، وذهبت جائزة أفضل منتجع سياحي جديد إلى منتج جميرا خليج مسقط، وجائزة أفضل منتجع وسبا شاطئي فاخر فذهبت إلى فندق شيدي مسقط

تجسد هذه الانجازات حقيقة مهمة وهي أن صناعة السفر والسياحة أصبحت اليوم من أبرز الصناعات والقطاعات الاقتصادية التي تتنافس فيها دول العالم، وقد وضعت رؤية عُمان المستقبلية 2040 هذه الصناعة ضمن القطاعات لجعل عُمان على خارطة أهم الوجهات السياحية في العالم

أحد المشروعات السياحية العُمانية

السياحة في عُمان تحقق نتائج إيجابية

رصدت مؤشرات اقتصادية أن قطاع السياحة في سلطنة عُمان حقق نتائج إيجابية خلال عام 2022، حيث الزيادة في معدلات الإشغال الفندقي وعدد الوظائف الجديدة في القطاع خلال العام الجاري، وكذلك ارتفاع مساهمة أنشطة الإقامة والخدمات الغذائية في الناتج المحلي الإجمالي، وتشمل الفنادق والمطاعم والمقاهي. وسجلت هذه الأنشطة نموا بنسبة 23.1 بالمائة خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي

وبلغت مساهمة هذه الأنشطة خلال النصف الأول من 2022 نحو 288 مليون ريال مقارنة مع 234 مليون ريال في الفترة نفسها من العام الماضي الذي شهد مساهمة لأنشطة الإقامة والخدمات الغذائية في الناتج المحلي بنحو 522 مليون ريال وفق إحصائيات المركز الوطني للإحصائيات والمعلومات

جهاز الاستثمار العماني

من المؤمل أن يشهد قطاع السياحة مزيدا من النمو في الأعوام المقبلة بدعم من خطط التنويع الاقتصادي التي تضع السياحة كأحد مرتكزات النمو، ونجح القطاع هذا العام في جذب استثمارات نوعية مهمة تمهد لإقامة عدد من أكبر مشروعات السياحة في سلطنة عمان

وتأكيدا على أهمية القطاع في النمو والتنمية الاقتصادية خاصة في المحافظات العُمانية، أعلن جهاز الاستثمار العماني خلال الأيام الماضية أن الفترة المقبلة ستشهد حزمة جديدة من المشروعات في كافة القطاعات، وتبدأ بمشروعات السياحة ويليها قطاعات اقتصادية أخرى، كما تعطي وزارة التراث والسياحة أولوية لمخططات التنمية السياحية في المحافظات وتنفيذ مخرجات هذه المخططات في محافظات مسقط والداخلية وجنوب الشرقية وظفار ومسندم مع استكمال إعداد المخططات في بقية المحافظات

وحسب ما أعلنته وزارة التراث والسياحة، من المستهدف جذب حجم استثمارات بنحو 3 مليارات ريال عماني للفترة من 2021 حتى 2023، ضمن البرنامج الوطني لجلب الاستثمارات، وقد تم بالفعل جذب استثمارات مؤكدة ومخطط لها بقيمة 1.7 مليارات ريال عماني

ارتفاع نسب الإشغال الفندقي والتوظيف في أنشطة الإقامة والخدمات الغذائية

ومن جانب آخر، أوضحت الإحصائيات أن نسب الإشغال الفندقي ارتفعت في الفنادق تصنيف 3-5 نجمات من 35 بالمائة في نهاية سبتمبر 2021 إلى 42.7 بالمائة بنهاية سبتمبر 2022، كما زاد عدد النزلاء من 849 ألف نزيل إلى 1.1 مليون نزيل خلال نفس الفترة المشار إليها

كما تشير الإحصائيات إلى انتعاش عمليات التوظيف في أنشطة الإقامة والخدمات الغذائية خلال العام الجاري، حيث يعمل بها ما يزيد عن 131 ألف مواطن ووافد حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، ارتفاعا من 113 ألف مواطن ووافد في نهاية العام الماضي، مما يعني وجود تطور إيجابي في القطاع من خلال 18 ألف وظيفة جديدة بأنشطة الفنادق والمطاعم والخدمات الغذائية منذ بداية هذه العام حتى نهاية الربع الثالث، لكن في الوقت نفسه تكشف الإحصائيات عن استمرار التحديات التي تواجه التعمين وتوظيف المواطنين في قطاع السياحة حيث شغل العمانيون نحو 800 وظيفة فقط من ضمن الوظائف الجديدة هذا العام،

ومن جانب آخر ارتفع عدد القوى العاملة الوافدة في أنشطة الإقامة والخدمات الغذائية من 103 آلاف بنهاية العام الماضي إلى 121 ألف بنهاية سبتمبر الماضي، في حين ارتفع عدد القوى العاملة بشكل محدود من نحو 10 آلاف بنهاية 2021 إلى 10 آلاف و853 مواطن بنهاية سبتمبر الماضي

شعار العيد الوطني الـ 52 للنهضة

ارتفاع التعمين في القطاع الفندقي

وحسب الإحصائيات الصادرة عن وزارة العمل، فحتى نهاية العام الماضي بلغ إجمالي العمانيين العاملين في الأنشطة الفندقية 3198، ويعمل في أنشطة النقل الجوي والبري والبحري 3989 عمانيا، وفي أنشطة وكالات السفر والسياحة 672 عمانيا، ويبلغ عدد العاملين كمشغلين للجولات السياحية 125 عمانيا، وفي أنشطة المطاعم والمقاهي 4992 عمانيا، وتستحوذ هذه الأنشطة على العدد الأكبر من العاملين في قطاع السياحة لكنها تتسم بنسبة تعمين منخفضة للغاية وكذلك الأمر بالنسبة لأنشطة الإرشاد السياحي

ويعد رفع معدلات التعمين في القطاع هدفا رئيسيا لسياسات التشغيل من قبل كافة الجهات المعنية، وتعمل خطة التنمية الشاملة لقطاع السياحة الجاري تنفيذها حاليا على تعزيز نمو القطاع وزيادة معدلات التوظيف من خلال التنسيق والتكامل مع عدد من البرامج الوطنية من بينها “تشغيل” لتعزيز التوظيف في قطاع السياحة وتطبيق خطط إحلال وتوطين القوى العاملة الوطنية، كما يتم حاليا تطبيق البرنامج التنفيذي لتعزيز سوق العمل في القطاع السياحي والذي يستهدف بناء نظام مؤسسي واضح وتحسين الإحصائيات والبيانات المتعلقة بعدد العاملين في قطاع السياحة، وبناء الشراكات والتنسيق بين الجهات المعنية وبين الشركاء في القطاع, وتغيير منهجيات التوظيف وتبني حزم توظيف بالتعاون مع شركاء القطاع وتعزيز وتوسيع جهود التدريب وإعداد نظام المعايير المهنية وتنظيم الإرشاد السياحي

خطة عُمانية شاملة لتنمية القطاع السياحي

وخلال العام الجاري، كشفت وزارة التراث والسياحة عن تفاصيل الخطة الشاملة لتنمية القطاع، وتتضمن إنشاء نظام للحوكمة وتحديث الإطار القانوني المنظم عبر مراجعة وتحديث قانون السياحة ولائحته التنفيذية ومراجعة وتحديث قانون التراث الثقافي وإصدار لائحة تنفيذية للقانون، ومراجعة وتحديث الأطر المتعلقة بالمجمعات السياحية المتكاملة وعقود حق الانتفاع واتفاقية التطوير مع بحث منح حوافز وتسهيلات للمشروعات الاستثمارية

تنطلق الخطة من عدة محاور وتدمج ما بين الاستراتيجية العمانية للسياحة، التي يمتد تنفيذها حتى عام 2040، ومشروعات وبرامج التنويع الاقتصادي وعدد من المبادرات التي تم تعديلها أو إضافتها بما يتماشى مع المستجدات الراهنة وبما يتوافق مع رؤية عمان المستقبلية 2040، ويستهدف مسار الخطة تحقيق مكاسب سريعة في القطاع من خلال المشروعات ذات الأولوية التي يحتاجها سوق السياحة حاليا، مع استمرار تنفيذ خطة تعافي قطاع السياحة من الجائحة ودعم المشروعات التي تأثر تنفيذها بسبب تبعات الجائحة، كما يتواصل العمل في برامج الترويج السياحي، وتعزيز نمو القطاع بالتكامل مع عدد من البرامج الوطنية ومنها نزدهر وتنويع وتوازن والتحول الرقمي والتشغيل

وكانت مؤسسة “فيتش سوليوشنز” قد توقعت تحقيق قطاع السياحة في سلطنة عُمان تعافيا في العامين الحالي والمقبل مع توقع نمو قوي على المدى المتوسط، مشيرة إلى توجه القطاع للتعافي من تبعات الجائحة بدءا من نهاية العام الماضي، وتوقعات استمرار النمو على مدى السنوات القادمة مستفيدا من خطط التنويع الاقتصادي ضمن رؤية عُمان المستقبلية 2040 وخطة التنمية السياحية والإعلان عن استثمارات جديدة مهمة في القطاع

عُمان مقصد للسياحة الأوروبية

نشرت صحيفة (ديلي ميل) تقريرا جديدا، حددت فيه 7 أسباب تجعل السياح يزورون سلطنة عمان، أهمها تمتعها بالثقافة فهي تعد نقطة التقاء بين الشرق والغرب، واستيعابها للكثير من الحضارات القادمة من الهند والمملكة المتحدة والصين والدول الإفريقية. أما الأسباب الأخرى تتمثل في الكثبان الرملية والجبال والشواطئ الممتدة، والمضايق والمنتجعات في مسندم، والنباتات الخضراء والغابات الكثيفة في محافظة ظفار

وكان عدد نزلاء فنادق ( 3- 5) نجوم ارتفع 34.2% إلى مليون نزيل بنهاية أغسطس، أغلبهم من الأوروبيين بـ 189 ألف نزيل، والآسيويين بـ 127 ألف نزيل، والخليجيين بـ 106 آلاف نزيل. كما ارتفعت إيرادات الفنادق 106.9% إلى 108.334 مليون ريال، بنسبة إشغال 42.5% مقارنة بـ34.7% في الفترة نفسها من العام الماضي

وتسعى الوزارة إلى الترويج عن المقومات السياحية لسلطنة عمان في البلدان المصدرة للسياح مثل ألمانيا وبريطانيا. وكانت الوزارة قد اختتمت حملتها الترويجية مؤخرا في 4 مدن ألمانية وبريطانية مثل لندن ومانشستر وميونيخ وفرانكفورت، استكمالا لحملتها الترويجية التي بدأتها في الهند خاصة بعد عودة السياحة مرة أخرى إلى وضعها الطبيعي والتي توقفت أكثر من سنتين بسبب انتشار جائحة كورونا

وبغرض استقطاب مزيد من السياح، شاركت وزارة التراث والسياحة مؤخرا في معرض السفن السياحية في ملقا في مملكة أسبانيا، لبحث فرص التعاون مع الشركات العالمية المسيرة للسفن السياحية واليخوت الفاخرة والاستفادة منهم في جعل السفن العالمية الرسو في موانئ سلطنة عمان، إضافة إلى تنظيم برامج سياحية للسياح على متنها

وتسعى وزارة التراث والسياحة إلى رفع معدل النمو في قطاع السياحة 5 بالمائة في 2030 وإلى 10بالمائة في 2040، وكانت مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 2.2 بالمائة في 2018 و2.8 بالمائة في 2019

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى