النقل الجوي

صناعة الطيران والمطارات .. بوابة لمستقبل اقتصادي وتنموي شامل بالرياض

تعد مدينة الرياض العاصمة بمقوماتها الاقتصادية العالمية، وطاقاتها البشرية، ومناخها الاستثماري الجاذب، وثقلها السياسي، وموقعها الجغرافي بين عواصم الاقتصاد في قارات العالم، وتنوع مجالات التنمية الاقتصادية فيها، جميع تلك المقومات تجعلها في حاجة ماسة لصناعة المستقبل التي تمثلها صناعة الطيران،وما يضيف من قيم اقتصادية جديدة، تدعم الناتج المحلي، وتحقق الأمن الاجتماعي بمعناه الشامل، من فرص عمل نوعية، تتناسب وتطورات العصر وما يفرزه من تحديث مستمر للطاقات البشرية والمهارات التي تناسبه.

وإذا كنا نتحدث عن اقتصاديات المدن، والفكر الاستراتيجي للقيادة في استحداث أنماط من مدن الجيلين الرابع والخامس، وكان النموذج العبقري في غرب المملكة، “نيوم وذا لاين” وغيرهما، وفي أقصى الشرق “دارين وتاروت”، الجزيرتان التراثيتان على ضفاف الخليج العربي بعمقهما التاريخي، ومقوماتهما السياحية الرائعة، والرابط بين الحداثة والتطوير، والتراث والثقافة، أرض واحدة، وسماء وترتبط مع العالم بخطوط طيران حديثة متطورة، تستوعب الزخم الاقتصادي، وحركة الاقتصاد والنقل والتجارية العالمية، إضافة ما يشهده قلب الرياض النابض من إنشاء أكبر حدائق المدن في العالم ” حديقة الملك سلمان”، فهذا التنوع الفريد في المقومات جاذب لسياحات عديدة منها سياحة المؤتمرات والمعارض الدولية، والسياحة العلاجية، والسياحة الرياضية، إضافات للسياحات الدينية والثقافية، وهذا رافد واحد من روافد التنمية التي تخطط لها القيادة باهتمام بالغ.

ويعد إعلان سمو ولي العهد -حفظه الله- عن مخطط ⁧‫مطار الملك سلمان‬⁩ الدولي، ترسيخا لمكانة المملكة كدولة رائدة في النقل الجوي، بعد أن خصصت الحكومة نحو 100 مليار دولار كاستثمارات في قطاع الطيران حتى 2030.

وهذا الإعلان يأتي بعد تحول استراتيجيي في منظومة المطارات بعد أن استقلت عن الهيئة العامة للطيران المدني مطلع عام 2022 وأصبحت مطارات القابضة تشرف على تشغيل 4 شركات (مطارات الرياض ومطارات جدة ومطارات الدمام ومطارات التجمع الثاني).

ولاشك أن مشروع مطار الملك سلمان الجديد يعد من أهم المشروعات التنموية، لما يمثله من نقلة في عالم الاقتصاد والنقل الجوي، والتجارة، والرحلات الجوية، وربط المملكة بفضاءات العالم، وسيسهم في الارتقاء بمنظومة المطارات وقدراتها التشغيلية والنهوض بها في مصاف المطارات العالمية الأكثر تميزا على غرار مطار شانجي ونحوه.

أن الخبرات الوطنية والعالمية ستساهم في النهوض بصناعة المطارات ونحن نرى تحسن ملحوظ في مطارات السعودية بعد أزمة مطار جدة، حيث كانت تجربة الحج والسفر وكذلك تجربة كأس العالم لمطارات المملكة نموذج جيد للتحسن المستمر.

هذا التحسن يعيد أهمية الوعي باقتصاديات الطيران وما تمثله تلك الصناعة، فلا يخفى على أحد مساهمة الطيران والمطارات في الاقتصاد العالمي بما يقترب من 8% في الناتج المحلي الإجمالي، بقيمة 3 تريليون دولار، ويعمل فيه ما يقترب من 30 مليون نسمة حول العالم، ويساهم في النقل الجوي بنحو 900 مليار دولار، لذا نرى أن مطار الملك سلمان، بالتخطيط العصري له سيجعل العاصمة الرياض واحدة من أهم وأكبر 10 مدن اقتصادية في العالم، ويدعم توجهها لتصبح أهم مراكز ريادة الأعمال، وكما أعلن سيضيف للناتج المحلي الإجمالي حوالي 27 مليار ريال سنوياً، ونحو 103 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، ويساهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، بما في ذلك تنشيط التجارة، وتوظيف الموقع الاستراتيجي المتميز للمملكة، ويساهم مساهمة فاعلة في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للسياحة وأهدافها التنموية، إلى جانب دعم الخطط الاستراتيجية للدولة السعودية لتكون مركزاً لسلاسل الإمداد للأنشطة السلعية والغذائية والخدمية.

ووفقاً لما أعلن، فسيكون مطار الملك سلمان واحداً من أكبر المطارات في العالم يمتد على مساحة تقارب 57كم2؛ تشمل الصالات الحالية تحت مسمى “صالات الملك خالد”، و 6 مدارج طيران، إضافة إلى 12كم2 من المرافق المساندة، والأصول السكنية، والترفيهية، والمحلات التجارية، إضافة إلى العديد من المرافق اللوجستية.

وسيكون عالمياً، بأن يعمل المطار على رفع الطاقة الاستيعابية لتصل إلى 120 مليون مسافر بحلول عام 2030، وإلى 185مليون مسافر، ومرور ما يصل إلى 3,5 مليون طن من البضائع بحلول عام 2050.

وذلك سيسهم بأن تصبح المملكة خامس أكبر مركز عالمي للطيران عبر جذب حركة المسافرين الدوليين والربط بين قارات أفريقيا واَسيا وأوروبا.

وفيما يتصل في الاستثمار في إنشاء المطار، فذلك يتواءم مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة التي تركز إجمالاً على الاستثمار محلياً؛ لتنويع الاقتصاد الوطني، وإطلاق إمكانيات القطاعات الواعدة من نقل وسياحة، ومشاريع التطوير العقاري، وزيادة سعة البنية التحتية. وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للتجارة والنقل وصناعة اللوجستيات العابرة للقارات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى