تشكيليون : قرار إلزام الفنادق باقتناء الأعمال الفنية إيجابي ويحوّل الفنادق الى معارض فنية

أشاد عدد من الفنانين التشكلييين بقرار الزام الفنادق باقتناء الأعمال واللوحات الخاصة بالفنانين والفنانات التشكيليين في المملكة يسهم في نشر الثقافة السعودية ويعضد مستهدفات رؤية المملكة مشيرين بأن القرار يوطن لعمل فني ثقافي ويبرز الثقافة السعودية الثرية بجميع مكوناته للسواح ويحقق عوائد مجزية للفنانين ويسوق لاعمالهم الفنية ومع الوقت سترتفع معايير الجودة ويجب ان يواكب هذا القرار وعي وادراك من الفنانين السعوديين لمتطلبات هذه المرحلة الهامة والتعاطي معها بايجابية كما أن الفنادق ستصبح متاحف فنية ومعارض دائمة متى ما أحسنت التجاوب

ولفت الفنان التشكيلي ومدير جميعة الثقافة والفنون بالطائف فيصل الخديدي ان إدراج التجارب الثقافية المحلية ضمن برامج الضيافة والزام الفنادق باقتناء الاعمال الفنية خطوة ايجابية ومثرية للساحة الثقافية والفنية وتسويق جيد لمنتجات الفنانين وابراز وتعزيز لثقافة البلد واظهارها وذلك بعد صدور لائحة مرافق ضيافة الفنادق باقتناء الأعمال واللوحات الخاصة بالفنانين والفنانات في المملكة من قبل وزارة الثقافة، بالتنسيق مع وزارة السياحة، ومع هذا القرار والتوجه متى ماتعامل مع تنفيذه-من قبل الفنادق والفنانين وحتى المسوقين – بالشكل الصحيح والواعي من الممكن ان تصبح الفنادق والنزل السياحية متاحف ومعارض دائمة ووجهة تسويقية جيدة لابداعات الفنان السعودي بمختلف مستوياته .

وقال الدكتور حسان صبحي الاستاذ المساعد بكلية التصاميم والفنون بجامعة أم القرى أن الثقافة تمثل ركيزة قاعدية هامة أساسية ومكون رئيسي فاعل ضمن استراتيجية محددة تحمل في طياتها المبادئ القاعدية للتحول الوطني الدؤوب الذي انتهجته وترتكل اليه المملكة، عبر تسطير استراتيجيات تقدمية وتحقيق الحلم والطموح والرؤية الواعدة للمملكة 2030 وهو ما وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ونحت ملاحها ودشن أركانها ورعى أركانها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي تنطلق رؤيتها من مساهمة قطاع الثقافة بالدور الهام الفاعل المباشر في تحقيق الركائز الاستراتيجية الثلاث والمتمثلة في بناء وطن، ومجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، وشحذ الطاقات المبشرة للمبدعين.

وتشتمل وزارة الثقافة تحت قيادة سمو وزير الثقافة على قناعة دفعت بجدول أعمال وعدة مهام والعمل على البناء عليها وتدشين الأسس القاعدية لتحقيق أهداف ورؤية وزيادة الحاجة الي الأنشطة والمناحي الثقافية، ففي إطار جهود تعزيز وإثراء الثقافة والفنون بالمملكة في مختلف القطاعات، وبالتنسيق مع وزارة السياحة، معايير ثقافية ضمن اللائحة الحديثة، عبر إدراج التجارب الثقافية المحلية ضمن برامج الضيافة، ونحو تعضيد فرص لشحذ همم لمواهب ودعمها ثقافيا، وإثراء تجربة الزوار للفنادق، وتفعيل الحور والدور الحيوي للثقافة في مرافق الضيافة عبر المشاركة بتجربة ثقافية متفردة أصيله داعمه. جاءت الطرح والمبادرة لإبراز الثقافة المحلية، وتدشين لتجربة ثقافية أصيلة تعزز حضور الإنتاج الفني المحلي، وتأطير أعمال الفنانين السعوديين، بما يعزز وجود الثقافة في مرافق الضيافة، بحسب ما تضمنته المبادرة الطموحة، لتتضمن المبادرة إلزام لائحة مرافق الضيافة باقتناء لوحات الفنانين في المملكة

ووصفت ابتهال الغامدي مسئولة إدارية باحدى الفنادق هذا القرار بالايجابي والذي يأتي ضمن عدة برامج وقرارات تبنتها رؤية المملكة ٢٠٣٠ في دعم وتمكين الفن والثقافة ودمجها بسلوكيات المجتمع حتى أصبحت نمط مؤثر في المجتمعات وانعكاس لها وهذه الفرصة محفزة للانتاج الفني الحالي و داعمه لتطويره وتمكينه بما يتلائم بالتطلعات المنشودة للقيادة وهو إضافة ثقافية وسياحية لدور الضيافة ومعززة ومتناسبة للنشاطات التي تعمل عليها في خدمة السياحة مشيرة بأن الفن لغة تعبير تُقرأ وتُفهم وتصل للجميع مهما تعدد اللغات والاعراق ، فهو وسيلة فاعلة لنقل الموروث الثقافي والمجتمعي للمجتمعات المحلية بالمملكة ومعبر عن آصالتها وعاداتها .

ويرى الفنان التشكيلي عبدالله الدهري ان الزام الفنادق باقتناء الاعمال واللوحات الفنية للفنانين السعوديين جاء استكمالا لما صدر سابقاً من وزارة الثقافة حول الزام المقرات الرسمية الحكومية في الدوله باقتناء الاعمال الفنية للفنانين السعوديين ولا شك ان هذا داعم قوي ورافد من روافد الحفاظ على الهوية الوطنية للبلد واستبعاد للاعمال الفنية الدخيلة والمستنسخة والتي تمثل ثقافات لشعوب لا تربطها جوانب ثقافية او حضارية او تاريخية مع بلدنا الحبيب مؤكداً ان هذا القرار اسعدنا نحن مجتمع الفن التشكيلي في المملكة في جميع المناطق التي تتميز كل منطقة من مناطقها بهويتها الخاصة وتراثها الذي يتفرد به عن المناطق الاخرى والتي تتكامل في مجملها لتمثل هوية متفردة لانسان هذا البلد العظيم.

وقالت الفنانة التشكيلية ليلى الحامد ان هذا القرار يصب في مصلحة الفنادق والفنانين التشكيلين على حد سواء اذ تعتبر منصة تسويقية للفنانين التشكيليين ويسهم في نقل ثقافة وتجارب الفنانين التشكليين الى السواح والزوار خاصة ان المملكة تتنوع تعدد فيها المدارس الفنية الى جانب كونها اضافة فنية وجمالية للفنادق وهذا القرار يعزز للثقافة السعودية الاصيلة ويدعم المواهب السعودية ويخلق مصدر رزق للفنانين ويحقق تكافؤ الفرص للجميع .

وعبر الفنان التشكيلي والمزخرف عبدالعزيز مجثل عن سعادته بهذا القرار كونه منصة تسويقية لاعمال الفنانين وتعتبر مركزاً ثقافيا لنقل الثقافة السعوديبة الاصيلة الى مختلف شعوب العالم وهو بمثابة حلم ينتظره فنانوا الوطن منذ زمن ليشاركوا في نشر ثقافة وفن المجتمع السعودي وليرى العالم ما وصل إليه الفن السعودي محلياً وعالمياً في ظل اهتمام حكومتنا الرشيدة وتحقيقاً لمستهدفات رؤية ٢٠٣٠ التي تهتم بكل شرائح المجتمع والتي يعتبر الفنانين جزءاً مهما منها .

واضاف عبدالعزيز أبو لسه مدير عام فندق المنتزه الوطني أرى أن هذا القرار إيجابي على المستوى المعرفي والثقافي والفني ، ويعتبر خطوة داعمة للحراك التشكيلي ، أشير الى أن لنا تجربة مع كبار فناني المنطقة ومنهم الفنان عبدالله الدهري والفنانة ريم الغامدي والدكتور أحمد المنتشري عبدالعزيز مجثل وقد قدموا بعض الأعمال القيمة على شكل اهداءات وارى أنه من الواجب ان تتغير النظرة وتصبح بشكل واقعي وعملي أكثر ولتعم الفائدة فالفنان او الفنانة يبذل جهد فكري وبدني ويبذل مالا لشراء مستلزمات العمل الفني وكذلك وقت ثمين هو وأسرته اولى به ، لكن على صعيد منطقة الباحة قد لاتكون الفائدة كبيرة للفنانين بسبب محدودية عدد الفنادق وتواضع تصنيف معظمها بحيث يتردد المبدع الحقيقي أن يعرض أو تقتنى أعماله فيها إنما كقرار نرحب به لأسباب تاريخية وتراثية وفنية ولنشر والحفاظ على قيم ثقافية عليا تعكس هويات مختلف مناطق المملكة العربية السعودية هذه اللوحة العظيمة التي رسمت في قلوبنا ونقشت في أوردتنا

جدير بالذكر أن وزارة الثقافة بالتنسيق مع وزارة السياحة أعلنت عن إضافة معايير ثقافية ضمن لائحة مرافق الضيافة عبر إدراج التجارب الثقافية المحلية ضمن برامج الضيافة التي تلزم الفنادق باقتناء الأعمال واللوحات الخاصة بالفنانين والفنانات في المملكة وكذلك إدراج الثقافة والفنون المحلية ضمن برامج وفعاليات قطاع الضيافة، بهدف تعزيز وإثراء التجارب الثقافية المختلفة، ومنها التراث وفنون الطهي والأعمال الفنية والموسيقى وغيرها في إطار جهود تعزيز وإثراء الثقافة والفنون في المملكة في مختلف القطاعات