النقل الجوي

مواطنو المحافظة: مطار القنفذة بدأ حلمًا وكاد يتحقق.. وانتهى صعب المنال

ظل إنشاء مطار القنفذة حلمًا يراود مواطني المحافظة حتى تحوَّل إلى حلم صعب المنال، بل تحول إلى سراب بعد تصريحات رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز بن عبدالله الدعيلج في رده على سؤال مذيع إذاعة ثمانية عن مطار القنفذة.

واستغرب مواطنو المحافظة بعد أن تم وضع حجر الأساس لمشروع إنشاء مطار القنفذة في عام 2020 من قِبل أمير المنطقة، والمفترض أن يكون جاهزًا في عام 2023، وإلى الآن لم يتم البدء فيه؛ ليُفاجَأ المواطنون في صدمة كبيرة لهم من رد رئيس هيئة الطيران المدني، الذي بدَّد أحلامهم بالإقلاع جوًّا من المحافظة.

وجاء في رده على سؤال المذيع: “تم إعادة النظر في المطار؛ لأن هناك مشروعًا يغطي جميع البحر الأحمر، منها مشروع أمالا ومشروع البحر الأحمر، وغيرهما من المشاريع التي على البحر الأحمر، وتتقاطع مع هذا المشروع؛ وبالتالي تم التريث إلى أن يتم إعادة التصميم للبحر الأحمر بالكامل”.

وتعجَّب سكان المحافظة من رد رئيس هيئة الطيران المدني، ولا يرون أن هناك علاقة ولا حتى أي صلة بين السؤال والإجابة عنه.

من جهته، أكد عبدالرحمن حلواني، عضو لجنة تنمية السياحة بالمحافظة سابقًا، أن مشاريع البحر الأحمر كلها ليست بالمحافظة، ولا حتى على سواحلها، فمثلاً مشروع البحر الأحمر يقع بين منطقتَي أملج والوجه، ومشروع أمالا سيكون في شمال غربي السعودية، فكيف يتقاطع هذان المشروعان مع مطار القنفذة؟

من جهته، طالب عضو مجلس الشورى سابقًا، الدكتور أحمد الزيلعي، رئيس هيئة الطيران المدني بإعادة النظر في مصير إنشاء مشروع مطار القنفذة، وسرعة تنفيذه، ولاسيما أن هذا المشروع توقَّف إنشاؤه أكثر من مرة، وأن المحافظة وقاطنيها في أمسّ الحاجة إلى مطار لخدمة سكانها ومراكزها وسكان المحافظات المجاورة لها.

وأردف: المطار ضرورة ملحة لسكان محافظة القنفذة والمحافظات المجاورة، بل للمقيمين الذين يسكنون بها، أو يعملون بها، وقد تزيد فرص تشغيله تجاريًّا بالسفر إلى المدن الرئيسية الكبرى في رحلات داخلية بالسعودية؛ لقربه لهم، ولانخفاض تكلفة السفر.

وما زال كثير من أهالي القنفذة يسافرون من المحافظة إلى الرياض ومكة المكرمة وجدة والطائف وغيرها في رحلات برية شاقة ومرهقة لهم، خاصة لكبار السن والأطفال.

من جانبه، طالب شيخ قبائل النواشرة، الشيخ محمد الناشري، باسمه ونيابة عن أهالي المحافظة، بتفسير لكلمة (تريث) التي جاءت في التصريح، ولا ترتبط بتاريخ؛ لتعتبر محض خيال، بالرغم من أن المدة الزمنية أهم ما في المشروع. وقال: هل يمكن تفسير كلمة تريث بشكل إيجابي بأن الأمل موجود، أم إن مسيرة خمسين عامًا قد تبخرت؟ وهذا الذي لا نتمناه، خاصة بعد اعتماد المطار.

ويوضح محمد عبدالرحمن المهدي، مدير التعليم رئيس المجلس البلدي سابقًا عضو جمعية تراث، أن الموقع الاستراتيجي لمحافظة القنفذة أصبح أمرًا يستدعي الحاجة؛ لوجود مطار بها. مبينًا أن إمارة منطقة مكة المكرمة داعمة كبيرة للمحافظة فيما يختص بمشاريع المنطقة، ومن ضمنها المطار.

وأكد عدم وجود مطار في السهل الساحلي سوى مطارَي الملك عبدالعزيز بجدة ومطار الملك عبدالله بجازان، متمنيًا رؤية حلم المطار بالمحافظة، الذي سيكون مَعلمًا ورمزًا لمحافظة القنفذة، وسيجعلها إحدى الوجهات السياحية، مع أنها كذلك.

إن إنشاء مطار القنفذة وتشغيله سيعودان بالنفع الاقتصادي الكبير على المحافظة ومراكزها التابعة لها، إلى جانب أن المطار سيفتح أبوابًا مختلفة لكثير من المشاريع والاستثمارات التي ستدفع بعجلة التنمية محليًّا وإقليميًّا بالمحافظة، إضافة إلى أن إنشاء وتشغيل المطار سيسهلان للأهالي كثيرًا من تنقلاتهم، وإنجاز مهامهم العملية، وزياراتهم الأسرية، ومراجعاتهم الطبية في أوقات يسيرة، ودون عناء أو مشقة.. وسيدعم السياحة، خاصة أن محافظة القنفذة تتميز بمواقع سياحية مناسبة كثيرة، تستهوي الكثيرين من المتنزهين، سواء في فصل الشتاء من خلال المخيمات، أو في فصل الصيف من خلال شواطئها.

وأشار المواطن إبراهيم المتحمي إلى ضرورة الانطلاق بإنشاء مشروع مطار القنفذة؛ لأهميته، ومدى خدماته التي سيقدمها للأهالي بالمحافظة وغيرها.. معربًا عن خوفه من المدة الزمنية الطويلة التي تلازم المشاريع الخدمية في القنفذة. وأوضح أن القنفذة تتمتع بتاريخها العريق، وموقعها المتميز الذي يربط بين منطقة جازان والمنطقة الغربية، إضافة إلى أن عشرات المراكز والهجر تتبع لها، كما أن القنفذة مؤهلة للسياحة والاستثمار السياحي حاضرًا ومستقبلاً؛ لموقعها وجمال بيئتها الطبيعية؛ ما يجعلها مؤهلة لاحتضان هذه الخدمة، والتمتع بها كغيرها من مدن السعودية.

وعلَّق مواطنو المحافظة آمالهم بتوجيه كريم بإنشاء مطار القنفذة بعد أن تم وضع حجر الأساس له، متمنين دخوله مجال النقل الجوي قريبًا؛ ليخدم أعدادًا كبيرة من المسافرين، ويتحقق حلمهم المرتقب منذ سنين، ورؤية ذلك الحلم بشيء ملموس على أرض الواقع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى