أخبار النقل

إنشاء جسور المشاة في مدينة الرياض.. مَطلب وطني يحدّ من حالات “دهس” المارة وفوضى عبور الشوارع

يجازف الكثير من المارة بعبور الشوارع للوصول للطرف المقابل مما يعرضهم للحوادث.

لماذا لا يتم دعوة رجال الأعمال ومؤسسات وشركات القطاع الخاص لتمويل بناء الجسور مقابل استثمارها إعلانيًّا وتجاريًّا؟

بناء جسور المشاة لم يعد ترفًا بل ضرورة وفق معايير عصرية وبطراز هندسي حضاري مميز يتماشى مع ثقافتنا وبيئتنا الطبيعية.

في ظل رؤية 2030 الوطنية الطموحة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، للارتقاء بجودة الحياة للمواطنين والمقيمين في مختلف الجوانب التنموية؛ لم يعد مقبولًا من الجهات الحكومية الوقوف موقف المتفرج على ما يحدث من قصور خدمات لا يتواكب مع ما نعيشه حاليًا من نهضة وازدهار، يسهم في المحافظة على قيمة وكرامة الإنسان.

معالجة الخلل

ومدينة الرياض تشهد نموًّا سكانيًّا وتطورًا عمرانيًّا، وتزايدًا في أعداد السكان “مواطنين ومقيمين”، وبرزت الآونة الأخيرة معاناة نقص جسور مشاة تؤمّن سلامة المارة عند عبور الطرق؛ وأصبح من الملاحظ بعد التوسع في الأحياء الجديدة، والمولات والأسواق التجارية المنتشرة على جنبات الشوارع الهامة والرئيسية، وفي ظل أزمة مواقف السيارات، قيام الكثير من الأفراد أو العائلات، والعمالة الوافدة بالمجازفة و”قطع” الطريق أمام السيارات المسرعة؛ مما يعرضهم لحوادث السير والدهس؛ بسبب عدم وجود ثقافة عبور الشارع، إضافة إلى عدم توافر جسور آمنة للعبور.

ظاهرة

أصبحت حوادث المشاة ظاهرة سلبية يجب التوقف عندها كثيرًا؛ فإن قامت بعض الجهات المعنية بواجبها في هذا الشأن، ومنها الإدارة العامة للمرور بوضع فواصل حديدية، وتنظيم دوريات في العديد من المحاور المزدحمة لمنع الناس من العبور الخاطئ؛ لا نزال في انتظار الجهات المعنية الأخرى لتوفير البدائل المناسبة للمشاة؛ فلا يكفي أن يسير مرتادو المحال التجارية، والدوائر الحكومية، والمساجد، والمدارس، والمجمعات السكنية، والملاعب، والحدائق، والبنوك، مسافات قد تصل إلى عدة كيلومترات ليعبروا إلى الاتجاه المقابل من الطريق؛ فبدلًا من أن نحمي حياتهم من الموت تحت عجلات سيارة مسرعة نجعلهم عُرضة للإصابة بضربات الشمس أو لسعات البرد.

التأخر

والسؤال المحير دائمًا، لماذا التأخر في حل إشكالية واضحة تسببت في إزهاق أرواح الكثير من الناس من عابري الطرق وسالكيها؟ ولماذا التفاعل من الجهات المعنية لا يرقى إلى المستوى المطلوب؟ خاصة أنها إشكالية واضحة في مدينة الرياض، والشكاوى والمعاناة منها تتزايد؛ إلا أن المعالجة ما زالت بطيئة والحلول المطروحة لا تتناسب وخطورتها المتزايدة.

ومن هنا، تبرز أهمية المطالبات المتواصلة بسرعة إنشاء مزيد من جسور مشاة في الشوارع الرئيسية والدائرية التي تعاني من كثافة العبور؛ من خلال البدء بحصر المواقع الخطرة كطريق الملك فهد، وطريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد، وطريق خالد بن الوليد، وطريق سلمان الفارسي، وشارع أبو الأسود الدؤلي (الأربعين)، وطريق خريص، والدائري الشمالي، والدائري الجنوبي، والغربي، وشارع البطحاء، والغرابي، وصناعية السلي، والسويدي، والبديعة، وغيرها من المناطق ذات الكثافة المرورية.. ثم دعوة رجال الأعمال، ومؤسسات وشركات القطاع الخاص؛ للمساهمة في تمويل بناء تلك الجسور مقابل استثمارها إعلانيًّا وتجاريًّا.

مطلب وطني

إن إنشاء جسور المشاة في مدينة الرياض لم يعد ترفًا؛ بل ضرورة وفق معايير عصرية، وبطراز هندسي حضاري مميز يتماشى مع ثقافتنا الاجتماعية، ويتناسب مع بيئتنا الطبيعية، ويراعي الارتفاعات المناسبة لمرور الشاحنات الكبيرة دون الاصطدام بها، وبالإنارة المناسبة حتى لا يخاف المشاة من ارتيادها في الليل، وبسهولة استخدامها من ذوي الاحتياجات الخاصة، والمرضى، والأطفال، والنساء، وكبار السن.

وهي حاليًا مَطلب وطني ملحّ يحقق المصلحة العامة، ويقضي على الفوضى والعشوائية الحالية في عبور الشوارع، ويحد من حوادث ومخاطر الدهس، فهل يتحقق المطلب؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى