بقلم / محمد قنديل

فى غضون سنوات قليلة من عمر الزمن ، استطاعت المملكة العربية السعودية أن تطلق قوتها الناعمة بامتياز متمثلة فى زخم فنى وترفيهى راق غير مسبوق ، بل وتفوقت على الدول التى كانت تتشدق بكونها قبلة للفن والفنانين ورسخت فى الأذهان أن أى فنان يريد الصعود والانطلاق لايمر إلا منها ليأخذ مكانه الذى يستحق فى عالم الفن والفنانين .

ولكن سرعان ماانكشفت الكذبة الكبرى وحطمت السعودية كل هذه الأقاويل وانطلقت بسرعة الصاروخ تسابق فى عالم القوة الناعمةمن خلال رؤية ٢٠٣٠ التى وضع خططها الاستراتيجية بدقة وحكمة ودراسة واقتدار صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولى العهد ذو الفكر الثاقب والعزيمة القوية والإصرار على النهوض بالبلاد بصيغة عصرية فى كل المجالات بما فى ذلك الفنون والثقافة لدورهما المشهود فى الارتقاء بالذوق العام وعلو الفكر واتساع الأفق وتنوير العقل لتتبوأ المملكة أعلى مراتب التقدم والازدهار .

ومن هذا المنطلق السامى كان إنشاء الهيئة العامة للترفيه فى السابع من مايو عام ٢٠١٦ لتقود المبادرات المنبثقة من رؤية المملكة ٢٠٣٠ فى قطاع الترفيه ودعم بنيته التحتية بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص وفق استراتيجيتها الهادفة إلى تحسين جودة الحياة فى المملكة بما يتفق مع قيم المجتمع السعودى وعاداته وتقاليده وتقديم خيارات ترفيهية شاملة تلائم كافة شرائح المجتمع وتدعم بشكل ايجابى الاقتصاد الوطنى من خلال توفير الفرص الوظيفية ورفع مستوى الاستثمار واثراء المحتوى الوطنى وتعزيز المنظومة المجتمعية مما يحقق رؤية القطاع باثراء الحياة ورسم البهجة فى أرجاء المملكة .ومنذ توليه مهام الهيئة امتطى الفارس المستشار تركى آل الشيخ صهوة جواده الأبيض لينطلق بباقات غير مسبوقة من الترفيه بكل مجالاته الفنية التى حولت المملكة العربية السعودية إلى أرض للبهجة والفرحة والسعادة والمرح والسرور وأصبحت قبلة للفن الراقى كما هى قبلة للصلاة الموقوتة والعبادة .

وقد انعكس ذلك على قطاع السياحة وقفز انفاق السياح من خارج المملكة إلى حوالى أكثر من ٣٠ مليار ريال العام الماضى ٢٠٢٢ بعد زيادة عدد السياح الوافدين إلى ٦.١ مليون سائح باجمالى ٤٦ مليون سائح أجنبى ومحلى فى نهاية العام الماضى ، جاءوا إلى المملكة للاستمتاع بشتى أنواع الفنون والمهرجانات والحفلات التى تقام فى الرياض وغيرها من مدن المملكة وتضم نخبة وصفوة الفنانين العرب وغيرهم من شتى أنحاء العالم.وكم كنت أتمنى كمواطن وصحفى مصرى عاشق ومحب بل ومتيم بالمملكة أرضا مباركة وقيادة حكيمة وشعبا كريما ، أن تتاح لى فرصة حضور حفل تكريم الفنان الراحل طلال مداح صوت الأرض الذى حشدت فيه الهيئة أكثر من ٤٠ فنانا وفنانة من المحيط إلى الخليج على أعلى مستوى من الترتيب والتنظيم فأبدعت حفلا فنيا غير مسبوق تم الترتيب والإعداد له خلال ١٥ يوما فقط وهى مدة قصيرة جدا ومع ذلك استطاع المايسترو والفارس المستشار تركى آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه أن يحشد كل الجهود بكفاءة واقتدار وبحكمة وهدوء وصمت لايعلوه إلا صوت العمل الجاد من أجل نجاح الحفل وترسيخ القوة الناعمة السعودية بجدارة والتأكيد بأن رؤية ٢٠٣٠ هى بحق رؤية استراتيجية من الأمير محمد بن سلمان الذى يفيض حماسا وعملا ليرى بلاده فوق هام السحب تطاول عنان السماء وتتربع على قمة التقدم والازدهار دائما وأبدا بإذن الله.